استراتيجية التدريس المباشر والممنهج

Systematic and Direct Instruction

يستخدم المعلمون العديد من طرق وأساليب التدريس لتحقيق النتاجات التعليمية المخطط لها، ويُنوع المعلمون في استخدام استراتيجيات التدريس بما يتناسب مع الموقف التعليمي وطبيعة المحتوى والمرحلة العمرية للطلبة مع مُراعاة عوامل مختلفة كمستوى تحصيل الطلبة وعددهم في الغرفة الصفية.

 سنقوم من خلال هذا المقال بتسليط الضوء على إحدى هذه الاستراتيجيات المُهمة وهي استراتيجية التدريس المباشر والممنهج.

قد يتبادر لكم التساؤل الآتي:

الجميع ينادي بتعليم متمحور حول الطلبة، فلماذا نركز على استراتيجية التدريس المباشر والممنهج التي تبدو بأنها متمحورة حول المعلمين؟

الجواب هو: أن تستعدوا لقراءة المقال بتمعن وأخذ الملاحظات الهامة لأن المقال سيوضح أن هذه الاستراتيجية ممنهجة تساهم في تعزيز التعلم المتمحور حول الطلبة.

مفهوم التدريس المباشر والممنهج

استراتيجية فعالة في تدريس المهارات الأساسية أو الجزئية، إذ يقوم المعلمون بشرح معلومات، أو عرض كيفية أداء مهارات مُعينة للطلبة، ثم يقوم الطلبة بممارسة أنشطة تعليمية للتدرب على ما تعلموه، ثم يتلقون التغذية الراجعة من معلميهم.

قد تطرحون العديد من التساؤلات عند التعرف على مفهوم استراتيجية التدريس المباشر والممنهج ومنها: هل يقع على عاتق المعلمين الجزء والجهد الأكبر عند استخدام هذه الاستراتيجية؟

هل استخدام هذه الاستراتيجية يُحتم على المعلمين تلقين المحتوى الدراسي؟ أم ماذا؟

لا تفكروا كثيرًا فالإجابة هي لا. فهذه الاستراتيجية تتميز بأنها ممنهجة ومنظمة على شكل خطوات متسلسلة يقوم من خلالها الطلبة بالتدرب على المهارة في كل خطوة لتحقيق نتاجات التعلم، وتتطلب من المعلمين والطلبة القيام بأدوار عدة عند تطبيقها.

فوائد التدريس المباشر والممنهج

يؤدي توظيف التدريس المباشر والممنهج إلى تحقيق العديد من الفوائد في طريقة تلقي الطلبة للمحتوى التعليمي وطريقة فهمهم ومعالجتهم ذهنيًا مما يؤدي إلى توصلهم إلى الفهم العميق.

من أبرز فوائد هذه الاستراتيجية الآتي:

  • تدريس المحتوى بشكل بنائي من الجزء إلى الكل حيث يتم تدريس المحتوى في مراحل يستطيع الطلبة استيعابها جزئيًا ليتم الوصول إلى التعلم الكلي والفهم العميق في النهاية.
  • تنمية المهارات المختلفة لدى الطلبة حيث لا تقتصر على تنمية المهارات الأساسية كالفهم والاستيعاب فقط إنما تتعداها وصولًا إلى مهارات الإبداع والابتكار.
  • تدريس الخطوات والتعليمات الصريحة لمحتوى التعلم ضمن سياقات متنوعة مرتبطة بواقع الطلبة.
  • تدريس جميع المواضيع الدراسية بشكل فعال.
  • دمج الطلبة في التعلم بشكل فعال من خلال المشاركة في الأنشطة التطبيقية المختلفة في جميع مراحل التدريس.

ناقشوا فوائد استخدام استراتيجية التدريس المباشر والممنهج مع زملائكم في المدرسة، واحرصوا على التأكيد أن هذه الاستراتيجية هي عامل مساعد وداعم لهم لتحقيق نتاجات التعلم المخطط لها.

الخطوات العملية لتطبيق التدريس المباشر والممنهج

تشتمل استراتيجية التدريس المباشر والممنهج على قيام المعلمين بخطوات صغيرة لإتاحة الفرصة للطلبة للتطبيق والممارسة بعد كل خطوة، وتوجيه الطلبة أثناء الممارسة الأولية وتوفير الفرصة لهم جميعًا لممارسة وتطبيق التعلم بشكل متكرر للوصول إلى الفهم وتحقيق نتاجات التعلم.

 سنزودكم بعدد من الخطوات العملية لتطبيقها مع طلبتكم، مع الانتباه إلى أن التطبيق المستمر لهذه الخطوات في حصصكم الصفية سيمنحكم الثقة عند التطبيق بالإضافة إلى الانتباه إلى ضرورة التطوير على هذه الخطوات بما يتناسب مع حاجات طلبتكم، وإليكم الخطوات الآتية:

1) مُراجعة التعلم السابق: بدء الدرس بمراجعة واستعراض التعلم السابق لمدة تتراوح بين خمس إلى ثماني دقائق وتتضمن المراجعة تذكير الطلبة بالتعلم السابق المرتبط بالموضوع الحالي من خلال مراجعة المفاهيم والمهارات التي تم تعلمها، ومن خلال متابعة الواجبات المنزلية وتصحيح بعض الواجبات ويمكن أن تشمل المراجعة تقديم اختبار قصير.

وتكمن أهمية هذه المراجعة في قيام الطلبة باسترجاع المعلومات بشكل مستمر مما يؤدي إلى ترسيخها في أذهانهم بشكل بنائي منظم يُمكّنهم من ربط التعلم السابق بالتعلم الجديد.

2) تقديم المحتوى الجديد: تقديم المحتوى التعليمي الجديد في خطوات صغيرة مع قيام الطلبة بالتطبيق بعد كل خطوة، وتُعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات التي من خلالها يظهر دور المعلمين في عملية التدريس المباشر والممنهج، فيستخدم المعلمون فيها طرق واستراتيجيات مختلفة حسبما يتطلب المحتوى التعليمي الذي يتم طرحه كالمُناقشة والمُحاضرة وعرض النماذج بشكل منهجي يُمكّن الطلبة من التطبيق المستقل لاحقًا. ويتم في هذه المرحلة تقديم العروض والشرح مع توفير العديد من الأمثلة ثم إتاحة الفرصة للطلبة للممارسة الموجهة. ويتم تقديم الشرح كما ذكر سابقًا بخطوات قصيرة (نقطة واحدة في كل مرة) لأن تقديم الكثير من المعلومات الجديدة في وقت واحد قد يُشوّش تفكير الطلبة لأن الذاكرة قصيرة المدى لن تكون قادرة على معالجة الكثير من المواد في آنٍ واحد.

3) الممارسة المُوجهة: توجيه الطلبة لممارسة التعلم الجديد وتطبيقه بشكل أولي حيث يقوم الطلبة بالتطبيق العملي للتعلم الجديد، ويجب إتاحة الفرصة لمشاركة جميع الطلبة في تطبيق الأنشطة عن طريق طرح الأسئلة والمُناقشة، وذلك للتحقق من فهم جميع الطلبة، ويوجد نوعين من الأسئلة التي يمكن أن يتم طرحها خلال الممارسة المُوجهة حيث يُمكن طرح الأسئلة التي تدعو إلى إجابات مُحددة، والأسئلة العملية التي تتطلب قيام الطلبة بالشرح والتطبيق للإجابة عنها، ومن الجُمَل التي تساعد على إشراك الطلبة:

  • شاركوا زملاءكم الإجابة.
  • اكتبوا الإجابة الصحيحة.
  • ارفعوا أيديكم إذا كنتم تعرفون الإجابة.

4) تقديم التغذية الراجعة للطلبة وتصويب أخطائهم: يتم ذلك من خلال متابعة أعمال الطلبة وتصويب أخطائهم والتحقق من فهمهم في آن واحد، كما تُمكّن هذه العملية المعلمون من إعادة شرح المحتوى مرةً أخرى لتأكيد الفهم. ومن المهم في هذه العملية تسليط الضوء على الأخطاء ثم تصويبها فورًا لتجاوز أخطاء الفهم لدى الطلبة قبل أن تصبح أخطاء اعتيادية بالنسبة لهم.

5) الممارسة والتطبيق المستقلان من قبل الطلبة: توفير الوقت للطلبة لمواصلة الممارسة وتطبيق التعلم الجديد حتى يتوصل الطلبة لإتقان المهارة الجديدة، وينبغي أن تشمل الممارسة المستقلة للطلبة نفس محتوى الممارسة المُوجهة مع استقلالية الطلبة في التطبيق للوصول إلى الفهم الكامل، ويُمكن أن يقوم الطلبة بالممارسة المستقلة لوقت إضافي خلال الواجبات المنزلية.

6) المراجعة الأسبوعية والشهرية: توفير الوقت لقيام الطلبة بالممارسة والتطبيقات الإضافية للتعلم بغرض تطوير مهاراتهم مما يُعزز التعلم ويُسهم في بقاء أثر التعلم على المدى البعيد، كالقيام بالتعاون مع الطلبة لتلخيص محتوى الوحدة الدراسية ومُراجعة التعلم بطريقة منتظمة.

أعزائي المعلمون… احرصوا دائمًا على سؤال طلبتكم عن رأيهم بعد تطبيق أي خطوة من الخطوات السابقة، واستمعوا إليهم وشجعوهم على التعبير عن آرائهم، اكتبوا هذه الملاحظات واحتفظوا بها، فهي بمثابة تغذية راجعة لكم تساعدكم على تطوير طرق وأساليب تدريسكم، وتُسهّل عليكم اختيار ما يناسب حاجات طلبتكم.

دور المعلمين والطلبة عند توظيف استراتيجية التدريس المباشر والممنهج

هل على المعلمين القيام بأدوار معينة عند توظيف استراتيجية التدريس المباشر والممنهج؟ أم أن دور المعلمين هو التلقين فقط؟

نعم، على المعلمين القيام بأدوار جديدة كمعلمين فاعلين يُركزون على إتقان الطلبة للمعارف وتطبيق المهارات بفاعلية، ولكن بعيدًا عن التلقين، وللتأكيد على ذلك نشارككم أدوار كل من المعلمين والطلبة عند توظيف هذه الاستراتيجية.

أبرز أدوار المعلمين عند توظيف استراتيجية التدريس المباشر والممنهج

  • تحديد المعرفة والمهارة التي يحتاجها الطلبة لفهم المادة الدراسية.
  • تخطيط وتنظيم الحصة الدراسية بتسلسل منطقي.
  • توجيه الأسئلة خلال الحصة للتحقق من فهم الطلبة.
  • تقديم مادة جديدة لتنمية مهارات جديدة لدى الطلبة.
  • توفير الفرص المناسبة للطلبة لممارسة المهارات الجديدة.

أبرز أدوار الطلبة عند توظيف استراتيجية التدريس المباشر والممنهج

  • الاستماع الجيد لشرح المعلمين.
  • طرح الأسئلة لاستيعاب المادة الدراسية.
  • المشاركة المستمرة والتفاعل في الحصة الصفية من خلال الاستفهام وتقديم الأفكار وإبداء الآراء.
  • تطبيق المهارات الجديدة تحت إشراف المعلمين ومن ثم ذاتيًا من قبل الطلبة.

نصائح عند توظيف استراتيجية التدريس المباشر والممنهج

  • تقديم نتاجات الدرس على شكل مخطط تفصيلي.
  • تنظيم المحتوى والمواد لكي يُتقن الطلبة نقطة واحدة في كل مَرّة قبل الانتقال لعرض النقطة التي تليها.
  • الحرص على التحقق من فهم الطلبة أثناء عرض المحتوى والمواد التعليمية بشكل مستمر.
  • مُراعاة الفروق الفردية بين الطلبة من خلال التنويع في طرق عرض المحتوى التعليمي.
  • تجنب الإطالة في الشرح في حال وصول الطلبة إلى الفهم وفي النقاط التي لا تحتاج إلى شرح مطول لأن الإطالة تُسبب الملل للطلبة.

شاركوا هذه النصائح مع زملائكم لتقديم تجربة تعليمية تعلمية فاعلة تحققون فيها أهدافكم ونتاجات التعلم المحددة، كل ذلك ضمن بيئة صفية آمنة، قوامها التعليم والتعلم بمودة وحب فعلاقاتكم القوية بطلبتكم سر نجاحكم في ميسرتكم التربوية.

 يمكنكم التعرف على استراتيجيات أخرى كاستراتيجية التعلم النشط من خلال قراءة مقال: التعلم النشط لتعليم أفضل وتعلم أبقى


[read more]

المراجع

[/read]

أحدث المواضيع